للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاهتمام بصلاح شئون دينهم ودنياهم، وملازمتهم، وترك أمر العامة.

ثالثها: (وعليك بخاصة أمر نفسك) أي استعملها في المشروع وكفها عن المنهي والزم أمر نفسك والزم دينك واترك الناس ولا تتبعهم (١). وقيل: اجتهد في خلاصك، ولا تهلك مع من هلك، كما جاء عن بعض أهل العلم أنه قال: لا يغتر الإنسان بطريق الشر ولو كثر السالكون لها، ولا يزهد عن طريق الخير وإن قل السالكون لها، فليس العجب ممن هلك كيف هلك وإنما العجب ممن نجا كيف نجا، لأن الهالكين كثيرون (٢).

ولا مانع من حمل الحديث على ما ورد من تأويلات إذ لا تعارض بينها، فعلى المرء عند استحكام الفتن أن يلتفت إلى نجاة نفسه وصلاحها، وإقامة أمور أهله الدينية والدنيوية، وإصلاح حال أصحابه وأهل وده ممن يؤثر فيهم ويؤثرون فيه، والله أعلم.


(١) المرجع السابق.
(٢) شرح سنن أبي داود لعبد المحسن العباد (٢/ ١٠٠).

<<  <   >  >>