للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم، والسعي في مصالحهم، ويعتبر هذا التوجيه متعلقة بالمصالح الدنيوية، أما ترك العامة -عنده - فهو ترك التعرض لأمرهم، والتعاطي لسياستهم، والترأس عليهم، والتوسط في أمورهم (١). وإذا فستر الحديث بهذا المعنى صار المرء مطالبة بالاقتصار من الدنيا ومن مخالطة أهلها، على ما لابد له منه في تدبير أمور معاشه، ومعاش من يعول.

ثانيها: أن يراد به (الخاصة) أصحاب الإنسان وخلصاؤه وأصدقاؤه، لأنه يختصهم بالود والمصافاة، قال الشاعر:

إن امرءًا خصَّني عمْدًا مودّته … على التنائي لعندي غير مَكفورِ (٢)

وقال الأزهري: الخاصة الذي اختصصته لنفسك (٣).

وعلى هذا المعنى يكون مقصود الحديث أمر الإنسان المتبع بالاعتناء بأمر الخاصة من أصحابه وخلصائه وأودَّائه في الله،


(١) العزلة والخلطة: ٧٤ - ٧٥.
(٢) تاج العروس ٤/ ٣٨٧، ونسبه لأبي زبيد، وينظر: القاموس: ٢/ ٣١٣.
(٣) تهذيب اللغة: ٦/ ٥٥٢.

<<  <   >  >>