للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استعملت في كل أمر يكشفه الامتحان عن سوء وفيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه، كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور والقتال عن جهل طلبأ للدنيا أو اتباعة للهوى، وغير ذلك (١). قال الإمام أحمد: «الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس» (٢). وعرفها الزمخشري بقوله: «والفتنة: الامتحان بشدائد التكليف من مفارقة الأوطان ومجاهدة الأعداء وسائر الطاعات الشاقة، وهجر الشهوات والملاذ بالفقر والقحط وأنواع المصائب في الأنفس والأموال، وبمصابرة الكفار على أذاهم وكيدهم وضرارهم» (٣).

وخلاصة هذه التعريفات: أن الفتنة هي: ما يميز حال الناس من الخير أو الشر سواء كان التمييز بالعطايا والنعم أو بالبلايا والنقم.

[العلاقة بين المدلول اللغوي والاصطلاح الشرعي للفتنة]

إن العلاقة بين المدلول اللغوي والشرعي للفتنة تكمن في كون


(١) فتح الباري، لابن حجر (١٣/ ٣٤).
(٢) المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة للأحمدي (٢/ ١٢).
(٣) الكشاف (٣/ ١٨٢).

<<  <   >  >>