للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه (١)، فقد بين أن ذلك يكون بعد أن يأمر الإنسان وينهى، وليس معني ذلك أنه يترك الأمر والنهي، ولكنه إذا أدى ما عليه فعند ذلك لا يضره ضلال من ضل إذا اهتدى. أما أن يترك الأمر والنهي ويكفيه أن يكون قد اهتدى، فهذا ليس بصحيح (٢)، أو أن الآية محمولة على زمن لم يأت بعد كما تأولها كثير من الصحابة.

[٢ - إذا لحق الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر ضرر.]

فإذا كان يلحق المسلم من جراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكروه معتبر يتضرر به في نفسه أو ماله أو جاهه (٣) سقط الوجوب عنه، دل على ذلك حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته، قال: يا رب رجوتك وفرقت من الناس» (٤).


(١) أخرجه أحمد (١/ ٥)، وابن حبان (١/ ٥٣٩) قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(٢) شرح سنن أبي داود، عبد المحسن العباد (٢/ ١٠١)
(٣) أطال الأستاذ خالد بن عثمان السبت في كتابه (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في حد المكروه المعتبر شرعا، وضوابطه، فراجعه فقد أفاد وأجاد (١١٨. ١٢٤)
(٤) أخرجه ابن ماجه في السنن (٢/ ١٣٢٢) ٤٠١٧، وعبد بن حميد في مسنده (١/ ٣٠١)، وأبو يعلى في مسنده (٢/ ٤٩٩). وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة، والصحيحة (٣/ ٣) ٩٢٩.

<<  <   >  >>