للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه، وهي أكثر من أن تحصى.

والثانية: فتنة (الممات) وفي تفسيرها قولان:

أ/ ما يفتن به المرء عند الموت، وأضيفت له لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك، وقد تسمى هذه الفتنة بفتنة الاحتضار لأن الشيطان قد يفتن الآدمي تارة بتشكيكه في خالقه وفي معاده، وتارة بالتسخط على الأقدار، وتارة بإعراضه عن التهيؤ للقدوم إلى ربه بتوبة من زلة واستدراك لهفوة إلى غير ذلك (١).

ب/ أو المراد بفتنة الممات: فتنة القبر أي سؤال الملكين، وقد صح في حديث أسماء «إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال» (٢) ولا يكون مع هذا الوجه متكررا مع قوله «عذاب القبر» لأن العذاب مرتب عن الفتنة والسبب غير المسبب.

قال النووي: وأما الجمع بين فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال وعذاب القبر فهو من باب ذكر الخاص بعد العام ونظائره كثيرة (٣).


(١) ينظر: فتح الباري (١١/ ١٧٧)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين (١/ ٩٢١).
(٢) صحيح البخاري كتاب الوضوء/ باب من لم يتوضأ إلا من الغشي (١/ ٧٩) ١٨٢.
(٣) شرح النووي على مسلم (٥/ ٨٥).

<<  <   >  >>