للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصيحة ترسم للفرد المنهج الأمثل في تلقي الفرد في مثل الزمان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صفته، يقول المناوي في شرح الحديث: «(وخذ ما تعرف) من أمر الدين: أي الزم فعل ما تعرف كونه حقا من أحوالك التي تنتفع بها دنيا وأخرى، (ودع) اترك (ما تنكر) من أمر الناس المخالف للشرع وانظر إلى تدبير الله فيهم بقلبك، فإنه قسم بينهم أخلاقهم كما قسم بينهم أرزاقهم، ولو شاء لجمعهم على خلق واحد، فلا تغفل عن النظر إلى تدبيره تعالى فيهم، فإذا رأيت معصية فاحمد الله إذ صرفها عنك، وتلطف في الأمر والنهي في رفق وصبر وسكينة فإن قبل منك فاحمد الله وإلا فاستغفره لتفريطك» (١).

[الثاني: (ودع عنك أمر العامة، وعليك بخاصة نفسك)]

يرسم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمن في هذا المقطع موقف المؤمن من مثل هذا المجتمع الذي استشرى فيه الفساد، وقلة الذمم، ولأهل العلم تأويلات للحديث:

أولها: يرى الإمام الخطابي أن المقصود بالخاصة في هذا الحديث ما يخص الإنسان في ذاته من إعانة أهله، وسياسة ذويه، والقيام


(١) فيض القدير ١/ ٣٥٣.

<<  <   >  >>