للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفتن من حيث حجمها]

تنقسم الفتن من حيث حجمها: إلى فتن صغار وفتن كبار عظيمة.

ودليل هذا التقسيم ما جاء عن حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ أنه قال: وَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بكُلِّ فِتْنَةٍ هي كَائِنَةٌ، فِيما بَيْنِي وبيْنَ السَّاعَةِ، وَما بي إلَّا أَنْ يَكونَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَسَرَّ إلَيَّ في ذلكَ شيئًا، لَمْ يُحَدِّثْهُ غيرِي، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: وَهو يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فيه عَنِ الفِتَنِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: وَهو يَعُدُّ الفِتَنَ: منهنَّ ثَلَاثٌ لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شيئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ منها صِغَارٌ وَمنها كِبَارٌ». قَالَ حُذّيْفَةُ فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي» (١) (٢).

وقوله (ومنهن فتن كرياح الصيف) أي فيها بعض الشدة وإنما خص الصيف لأن رياح الشتاء أقوى. وقيل: أي فيها شيء من الشدة، ولكنها شدة تنقضي وليست كرياح الشتاء (٣).


(١) أخرجه مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة (٨/ ١٧٢) برقم ٧٤٤٤.
(٢) قول حذيفة -رضي الله عنه-: «فذهب أولئك الرهط كلهم غيري»، يعني الذي سمعوا هذا، والرهط: العصابة دون العشرة، ويقال: بل إلى الأربعين، وكأنه يخشى أن تدركه شيء من هذه الفتن! كشف المشكل من حديث الصحيحين (١/ ٢٦١).
(٣) المخرج من الفتن لخالد السبت (١/ ٣).

<<  <   >  >>