للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أن الأثناسيوسيين أدركوا أن المسيحية تعتمد في دعوتها على مكانة المسيح، وأن أي اتجاه للتقليل من شأنه قد يؤدي إلى إضعاف الدعوة المسيحية.

ومن الواضح أن المذهب الأريوسي كان يتفق مع منطق المثقفين لأنه أراد أن يقيم العقائد المسيحية على أساس من المنطق والتعقل، في حين كان المذهب الأثناسيوسي يلائم تفكير عامة الناس من الدهماء الذين يحكمون عواطفهم قبل عقولهم.

وحسما للموقف دعا الإمبراطور قسطنطين إلى عقد مجمع نيقية سنة ٣٢٥ م وفيه صدر قرار بإدانة آريوس أسقف الإسكندرية. وتوالت بعدئذ الدعوة إلى عقد مجامع يحضرها أساقفة المعمورة ليتدارسوا فيها شئون الكنيسة، وما يرتبط بها من نظام كهنوتي، وعقيدة، ولاهوت.

أشهر المجامع الكنسية:

ومن أشهر وأهم هذه المجامع - بعد مجمع نيقية آنف الذكر - المجامع الآتية:

١ - مجمع صور سنة ٣٣٤ م:

في هذا المجمع الذي عقده الإمبراطور قسطنطين صدر قرار بإلغاء قرارات مجمع نيقية سنة ٣٢٥ م، وصدر قرار بالعفو عن آريوس وأتباعه، وبقبول تعاليمه.

وكان هذا القرار تبرئة للمسيحية من الشرك:

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} .

٢ - مجمع خلقدونيا سنة ٤٥١ م:

أصبح رابع مجمع مسكوني ديني بإغفال مجمع صور سنة ٣٣٤، وفيه اتخذ قرار بأن للمسيح طبيعتين: طبيعة إلهية، وطبيعة إنسانية، متحدتين اتحادا وثيقا، وكان هذا القرار في عهد البابا ليو الأول، ويعرف هذا المذهب بالمذهب الملكاني.

٣ - مجمع القسطنطينية الثاني سنة ٥٥٣ م:

<<  <   >  >>