للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقل عفرون بن صوحو الحثى الذي أمام ممرا. الحقل الذي اشتراه إبراهيم من بني حث، هناك دفن إبراهيم وساره امرأته (تك ٢٥: ٨ - ١٠) .

إن الكتاب المقدس على بينة بأن في تشل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام النبي الخاتم، ومن ثم فإن الكتاب المقدس يحمل كل الدلالات على بنوة إسماعيل الحقيقية، فضلاً عن كونه بكر إبراهيم، ولم يكن ولن يكون بأي ذريعة يتذرع بها أحبار اليهود ابناً غير شرعي.

ومن هذا فإن الكتاب المقدس بالنسبة لليهود هو السجل الأساسي لمفاضلاً الله لإسحاق الابن الثاني لإبراهيم، ومن سلالته تسلسل الأنبياء، ومنهم موسى كليم الله، وعيسى كلمة الله عليهما السلام، ولكن ماذا عن الابن الأول لإبراهيم الذي هو إسماعيل؟

إن سفر التكوين يروى لنا بكل الأسى قصة انقلاب سارة على إسماعيل وأمه هاجر جاريتها المصرية: تعود إلى طنوح سارة في تحقيق الميراث لابنها إسحاق، ذلك الميراث الكائن في الميثاق: "لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" (تكوين ١٥: ١٨) فتعار من هاجر التي ولدت إبراهيم ابنه البكر إسماعيل، وأن هذه الأثرة الموغلة في القدم تدل على الولع بالانتماء إلى الجنس السامي العبراني، هذه الأثرة مليئة بعناصر متناقضة.

E. A. Speiser, Genesis

(New York, ١٩٦٤) The Anchor Bible, Vol. I, P. P ١٥٦, ١٥٧

وقد جاءت هذه الرواية في سفر التكوين هكذا.

"وأما ساراى امرأة أبرام فلم تلد له، وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر، فقالت ساراى لأبرام: هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة، أدخل على جاريتي لعلى أرزق منها بنين، فسمع أبرام لقول ساراى، فأخذت ساراى امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان، وأعطتها لأبرام رجلها زوجة له فدخل على هاجر فحبلت، ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها. فقالت ساراى لأبرام ظلمي عليك. أنا دفعت جاريتي إلى حضنك، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها. يقضي الرب بيني وبينك، فقال أبرام لساراى هو ذا جاريتك في يدك افعلي

<<  <   >  >>