للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنوعات أو -بتعبير أكثر تقنية- صورا صوتية للفونيم الواحد، وفي هذه النقطة يمكن أن يطبق معايير متكاملة متنوعة "سوف نهملها" ويمكن أن يبقى مع ذلك مجال للاختلاف حول عدد الفونيمات الموجودة في لغة معينة وصورها الصوتية الموجودة في سياقاتها المختلفة حتى عندما يتوسل بهذه المعايير المتكاملة وعلى الرغم من الانطباع الأول المأخوذ من مقررات أساسية كثيرة فهناك شك ضئيل في أن تفشل النظرية الأمريكية الكلاسيكية في إيجاد تحليل فونولوجي متميز ومقبول على المستوى العالمي لكثير من اللغات.

ونتحول الآن إلى فكرة التوزيع، وهذه الفكرة -كما سنرى خلال هذا الكتاب- لا تتصل بالفونولوجيا فحسب لكنها تتصل أيضا بالنحو والدلالة، وتوزيع كيان ما -باختصار- مجموعة السياقات التي يذكر فيها خلال جمل لغة ما، ومصطلح كيان يؤخذ بمعناه العام قدر الإمكان، وبقدر ما يلقى القسم الحالي من اهتمام يظل مشتملا على الأصوات الكلامية والملامح الصوتية من ناحية والفونيمات من ناحية أخرى، ومفهوم التوزيع يفترض سلفا مفهوم صحة التركيب "انظر ٢ - ٦" ويعني ذلك -بقدر ما تلقى الفونولوجيا من اهتمام- أن ما يجب أن نتعامل معه ليس ببساطة صيغ نظام لغوي موجودة بالفعل ولكن مجموعة من الصيغ صحيحة التركيب على المستويين الفونولوجي والصوتي، وفي كل اللغات الطبيعية صيغ موجودة بالفعل مستخدمة استخداما شائعا إلى حد ما "مستعارة بصورة متكررة من لغات أخرى" لا تتطابق مع الأنماط الفونولوجية الأعم، وهناك كثير من الصيغ التي لا وجود لها يدرك المتكلمون أنها صيغ كامنة -بالمعنى المناسب- في لغتهم أي إنها تطابق الأنماط العامة، ولنأخذ مثالا كلاسيكيا حاضرا إذ إن [brik] صيغة كلمة موجودة بالفعل وموجودة بالقوة "بالكتابة الصوتية العريضة" لاحظ أن [briek، [blik صيغة موجودة بالقوة وليست موجودة بالفعل، وأن

<<  <   >  >>