للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سادسا: تصور التجانس]

إلى الآن كنا نتعامل مع ما سأشير إليه بتصور التجانس: وهو الاعتقاد أو الافتراض الذي يذهب إلى أن جميع أفراد الجماعة اللغوية الواحدة يتكلمون لغة واحدة على نحو دقيق، ومن الممكن بطبيعة الحال أن نعرف مصطلح جماعة لغوية بالطريقة التي تسلك في التعريف فهي تلك التي لا يوجد اختلافات منظومة في النطق أو النحو أو المعجم في كلام أفرادها، لكن إذا ما فسرنا هذا المصطلح بالجروع إلى أية مجموعة من الناس يقال عنها عادة أنها تتكلم بلغة واحدة، وذلك مثل اللغة الإنجليزية أو اللغة الفرنسية أو اللغة الروسية فسيكون إذن بمثابة كشف تجريبي عما إذا كان كل أفراد جماعة لغوية معينة يتكلمون بالطريقة نفسها من جميع النواحي أم لا.

ويوجد في كل الجماعات اللغوية الصغرى في أنحاء العالم اختلافات واضحة إلى حد ما في اللكنة١ واللهجة٢، وفيما يتصل بمصطلحي اللكنة والهجة فإن


١ المؤثرات السمعية المتراكمة لسمات طريقة نطق الفرد التي تميزه من الناحيتين الإقليمية والاجتماعية وتؤكد المؤلفات في علم اللغة على أن هذا المصطلح لا يشير إلى طريقة النطق ومن ثم يتميز عن مصطلح، "اللهجة" "dialect" التي تشير إلى القواعد والمفردات أيضا.
٢ تنوع مميز من الناحية الاجتماعية أو الإقليمية في لغة ما ويظهر هذا التنوع من خلال مجموعة معينة من الكلمات والأبنية النحوية وترتبط اللهجات المنطوقة عادة بنطق مميز أو لكنة مميزة، وتبدو أي لغة ذات لهجات متنوعة خاصة إذا ما كان يتكلم بها عدد كبير من الناس وكانت هناك حدود جغرافية تفصل بين جماعات منهم أو كانت هناك تقسيمات في النظام الاجتماعي الطبقي، وقد تهيمن لهجة من اللهجات باعتبارها شكلا قياسيا أو رسميا لهذه اللغة.

<<  <   >  >>