للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتشتمل المصاحبات اللغوية على ظواهر مثل سرعة الأداء وارتفاع الصوت.. إلخ، ويرتبط كذلك بالقول المتكلم به ظواهر غير منطوقة متنوعة "حركات العين، وإيماءات الرأس، وتعبيرات الوجه، واللفتات، وحركات الجسم ... إلخ" وتسهم بشكل إضافي في تحديد بنية القول أو معناه ويمكن أيضا أن توصف بالمصاحبات اللغوية، ولا يتعامل اللغوي -في العادة- إلا مع ظواهر موسيقى الكلام ضمن السمات المنطوقة كما يحددها النظام اللغوي في حد ذاته, وعلى كل حال فإن الظواهر الخاصة بموسيقى الكلام، والمصاحبات اللغوية كليهما تعد جزءا متمما للسلوك اللغوي المعتاد عبر الوسيلة المنطوقة، وبقدر ما تفتقد الأنواع المختلفة من الاتصال الحيواني الخصائص العامة الأربعة: الاعتباطية، والازدواجية، والتمايز، والإنتاجية -أو على الأقل لا تظهر فيها بالدرجة التي تظهر بها في الجزء المنطوق من اللغة- فإن السمات الخاصة بموسيقى الكلام والمصاحبات اللغوية في السلوك اللغوي تشبه إلى حد بعيد السمات الخاصة بالأنواع المختلفة من الاتصال الحيواني.

إذن هل ينفرد الإنسان باللغة؟ الإجابة على هذا السؤال يشبه الإجابة على السؤال: "هل الإنسان متفرد بين الحيوانات؟ " فهي تعتمد إلى حد بعيد على الخصائص التي يقرر المرء أن يركز عليها وأن يجعلها حاسمة في تعريف اللغة، ومن الجائز على حد سواء أن نركز على الاختلافات الواضحة من حيث النوع ومن حيث الدرجة بين اللغة واللا لغة أو على التماثلات الأقل وضوحا، وقد يميل اللغوين وعالم النفس، والفيلسوف إلى التأكيد على أوجه الاختلاف بينما يركز السيميولوجي، وعالم الأحياء، وعالم الأجناس على أوجه الشبه.

<<  <   >  >>