في أبنيتها النحوية فهي غاية التعقيد والتنوع من حيث المبادئ التي تضمنها وتشكلها، غير أن هذا التنوع والتعقيد -كما ألح تشومسكي بما لم يفعله غيره- ليس على عواهنه أي: إنه محكوم بقانون، وفي إطار الحدود التي رسمتها قوانين النحو التي ربما كانت عالمية إلى حد ما ونوعية خاصة بلغات معينة إلى حد ما أيضا يكون للمتكلمين الأصليين الحرية في تركيب أقوال كثيرة بلا حدود بطريقة خلاقة -وهي الطريقة التي يراها تشومسكي طريقة إنسانية مميزة- وترتبط فكرة الخلق وفقا لقوانين حاكمة ارتباطا وثيقا بالإنتاجية وهي التي كانت لها أهمية عظمى في تطور التوليدية.
والخصائص الأربعة العامة التي سبق ذكرها ومناقشتها باختصار وهي: الاعتباطية، والازدواجية، والتمايز، والإنتاجية تترابط جميعها من طرق عديدة، وهذه الخصائص ليس موجودة فحسب -بقدر ما نعلم- في اللغات كلها ولكنها موجودة فيها بدرجة عالية إلى حد بعيد، وإذا ما وجدنا هذه الخصائص في أي نظام اتصالي خلاف اللغة موضع البحث فلن تبدو موجودة بنفس درجة وجودها أو متداخلة بنفس الطريقة كما هي في اللغة.
وعلى كل حال يستحق أيضا أن نوضح أن تلك الخصائص الأربعة التي تستقل بشكل تام في القناة والأداة كليهما أقل تميزا في الجانب غير المنطوق من الإشارات اللغوية، وأن الأقوال ليست مجرد تتابعات من الكلمات فهناك ظاهرتان صوتيتان متميزتان إلى حد ما تعلوان الكلمات المتتابعة "أي: الأجزاء المنطوقة" في أي قول متكلم به وهما: موسيقى الكلام والمصاحبات اللغوية، وتشمل السمات الموسيقية في الكلام أشياء مثل النبر، والتنغيم١،
١ التنغيم: مصطلح يستخدم في دراسة الفونولوجيا التطريزية أو الفونولوجيا فوق القطعية ويشير إلى الاستخدام المميز للأنماط الخاصة بدرجة الصوت "pitch" أو اللحن "melody" ويقوم التنغيم بوظائف عديدة في اللغة وأهم وظيفة له أنه يقوم مقام الإشارة "Signal" في البنية النحوية حيث يقوم مقام علامات الترقيم في الكتابة، ويكشف كذلك عن المواقف الشخصية للمتكلم مثل السخرية والغضب.. إلخ.