أول ما يجب عمله أن نضع فارقا مميزا بين معنى الجمل ومعنى الأقوال، وكثير من اللغويين والمناطقة الذين يتعاملون مع مصطلح دلالة بتفسير أضيق مما هو متعارف عليه في علم اللغة ومما نأخذ به في هذا الكتاب يذهبون إلى أنه بينما يقع معنى الجملة في مجال علم الدلالة فإن بحث معنى القول يعد جزءا من البراكماتية١ "دراسة الأقوال الفعلية""انظر ٥ - ٦"، ويميل التوليديون التشومسكيون إلى المطابقة بين كل من الفارق المميز بين الجملة والقول، والفارق
١ البراكماتية: أحد أقسام ثلاث في السيميوتية "علم الرموز" مع الدلالة، ونظم الكلام. وينطبق المصطلح في علم اللغة على دراسة اللغة من وجهة نظر مستخدميها وعلى الأخص الاختيارات التي يقومون بها والقيود التي يواجهون بها عند استخدامهم لها في صلاتهم الاجتماعية، وتأثير استخدامهم للغة فيمن يشاركهم عملية الاتصال، ويرى بعض الدلاليين الآن أن البراكماتية تقابل علم الدلالة المتصفة بشروط الصدق ويفترض أن الصعوبات التي تنشأ فيما يتعلق بالثاني "مثل كيفية معالجة مفهوم الافتراض المقدم سلفا" تكون أكثر سهولة من حيث قابلية الشرح والتفسير إذا ما رجعنا إلى الأول.