للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمعنى "presidency"١ "انظر: thee president.... إلخ"، الأمر الذي يعده النحاة ذوو الاتجاه التقليدي إما مجازا مرسلا أو كناية، والمصطلحان قليلا الاستعمال في هذه الأيام، والإطار المعقد لما يعرف بالصور البيانية "مثل التصنيف التقليدي لأجزاء الكلام" يكشف عن كل أنواع النقد المفصل، والقضية إذن هي حقيقة أننا نستطيع بسهولة أن نفسر ١٢ اعتمادا على فهمنا للاعتماد المتبادل لمعنى elapse وتكافؤها النحوي، وما إذا كانت ١١، ١٢ مطابقتين للقواعد النحوية أم لا يتعدى كونه حكما نظريا أو منهجيا، ونستطيع إذا قررنا أن نعدهما جملتين مطابقتين للقواعد النحوية أن نستمر في توضيح حالتيهما الشاذتين، وإمكانية تفسير ١٢ أكثر سهولة من تفسير ١١ على الأساس الدلالي.

والطريقة التي ترتبط بها البنية النحوية للغات معينة وللغة عموما بالعالم قضية فلسفية شاقة في الواقع، وسنعود إليها في الفصل العاشر، ولقد ذكرنا هذه القضية هنا بسبب ما تتضمنه فيما يتصل بالعلاقة بين الدلالة والنحو، وعموما فإن اللغويين يميلون إلى الحديث بثقة كبيرة إلى حد ما عن الفارق بين المعرفة اللغوية، والمعرفة غير اللغوية، وأقل ما يقال عن كثير من سلاسل الكلمات التي تصنف باعتبارها غير صحيحة نحويا أن عدم صحتها يقبل الأخذ والرد، وثمة سلاسل أخرى مثل ١١، ١٢ يقال إن معناها غير حرفي وربما قيل أيضا إنها غير مطابقة للقواعد النحوية وهي أمثلة مثيرة للاهتمام من الناحية النظرية، لكن كثير من سلاسل الكلمات التي استشهدت بها المقالات والكتب الأساسية لا يحوم شك حول صحتها النحوية والدلالية رغم ما قاله عنه مؤلفو تلك المقالات والكتب.

وقد بدأنا هذا القسم بقولنا إن معنى جملة ما محصلة المعنيين المعجمي والنحوي، ونرى الآن أنه على الرغم من وجود فارق مميز بين هذين النوعين من المعنى في حالات واضحة فإن الحدود بينهما ليس من السهل دائما تحديدها كما نريد أن تكون، وقد رأينا أيضا أن التمييز بين صفة إفادة المعنى والصواب النحوي للجمل بعيدة -لأسباب عديدة- عن القطع والحسم، ولننظر الآن عن قرب فكرة معنى الجملة.


١ رئاسة "فترة الرئاسة".

<<  <   >  >>