قبل، والإشارات لا توجد في بعض القوائم -مهما كانت ضخامة هذه القوائم- بحيث يجد مستخدم اللغة منفذا إليها, ومعظم نظم الاتصال الخاصة بالحيوان تبدو محدودة للغاية من حيث عدد إشاراتها التي يمكن أن تُرْسَل وأن تستقبل من قِبَل مستخدميها، ومن الناحية الأخرى تمكن جميع النظم اللغوية مستخدميها من تركيب أقوال كثيرة بغير حدود -لم يسبق سماعها أو قراءتها من قبل- وفهمها.
وقد لاقت خاصة الإنتاجية توكيدا في المؤلفات اللغوية الحديثة لا سيما تلك التي تُعْزى لتشومسكي مع إشارة خاصة إلى قضية تفسير اكتساب الأطفال للغة وحقيقة أن الأطفال يكون في مقدورهم -في مرحلة مبكرة إلى حد بعيد- إنتاج الأقوال التي لم يسمعوها من قبل دليل على أن اللغة لا تكتسب عن طريق المحاكاة والذاكرة وحدهما.
ويجب أن نؤكد عند مناقشة الإنتاجية أنه ليس هناك مثل القدرة على تركيب أقوال جديدة في أهميتها الحاسمة، عند تقييم النظم اللغوية فعلى سبيل المثال القول بأن نظام الاتصال الذي تستخدمه مملكة النحل للاستدلال على مصدر رحيق الزهرو له خاصة الإنتاجية يكون مضللا إلى حد بعيد إذا كنا نعني بذلك أن النظام -من هذه الناحية- يشبه اللغات الإنسانية، فالنحل ينتج إشارات متنوعة كثيرة بلا حدود "تختلف من حيث ذبذبة أجسامها، ومن حيث درجة الزاوية التي تتخذها في مواجهة الشمس"، غير أنه يوجد اختلاف مستمر في الإشارات ورابطة لا اعتباطية بين الإشارة والرسالة، ولا يمكن أن يستخدم النحل هذا النظام ليحمل معلومات عن أي شيء سوى اتجاه مصدر الرحيق والمسافة التي تفصل بينهما.
ومما يلفت النظر حول الإنتاجية في اللغات الطبيعية أنها بقدر ما هي واضحة