للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحتى الآن كان تعاملنا مع الافتراض الذي يذهب إلى أن اللغات لها مستويان للبنية: الفونولوجيا ونظم الجملة، وهذا الافتراض سنتخلى عنه فيما بعد، لكن ذلك في حاجة إلى تعديل ما لم نكن على استعداد لأن نوسع تصورنا عن الفونولوجيا وأن نمد مصطلح "نظم الجملة" وراء التفسير التقليدي له، وما رأيناه من قبل من أنه في بعض اللغات الطبيعية -ومن المفترض أن يكون فيها جميعا- اعتماد متبادل فيما بين المستويات يجعل من المستحيل الفصل الصارم بين البنية الفونولوجية والبنية النظمية، وسنرى الآن أنه في لغات معينة على الأقل توجد فجوة بين نظم الجملة "بما هو مفهوم من المصطلح "syntex" بشكل تقليدي" والفونولوجيا، وهذه الفجوة يسدها في النحو التقليدي مصطلح التصريف"١.

وتفترض كل المعاجم الأوروبية المعيارية القديمة منها والحديثة سلفا اختلافا بين نظم الجملة٣ "syntax" والتصريف "inflection" وهو ما تفعله


١ على عكس ما تتضمنه كثير من الكتب الأساسية في علم اللغة فإن التصريف "inflection" وليس الصرف "morphology" هو المقابل لنظم الجملة في النحو التقليدي، ومصطلح صرف "morphology" ليس حديث النشأة نسبيا فحسب ولكنه عندما يوضع في مقابل نظم الجملة "ayntax" خصوصا إذا عرفناه من خلال المصطلح الأحدث "الوحدة الصوتية" "morpheme" فإن استخدامه يتضمن وجهة نظر تقليدية إلى حد بعيد في البنية النحوية للغات، والنحو التقليدي -على الرغم من عيوبه القاطعة- ليس مخطئا بالضرورة في هذه النقطة بعينها، وتعد وجهة النظر التقليدية المصوغة صياغة واضحة والمشروحة شرحا مناسبا اختيارا مرضيا مطروحا من قبل اللغويين، "المؤلف".
٢ نظم الجملة "syntax" مصطلح تقليدي يستخدم للإشارة إلى دراسة القواعد التي تحكم طريقة تركيب الكلمات لتكوين الجمل في لغة من اللغات، ويقابل هذا المصطلح بهذا المعنى الصرف أو المورفولوجيا "morphology وهي دراسة بنية الكلمة، ويمكن تعريف هذا المصطلح كذلك بأنه دراسة العلاقات الداخلية بين عناصر بنية الجملة، ودراسة القواعد التي تحكم ترتيب الجمل في تتابعات.

<<  <   >  >>