للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يتصل باللغة، ولأي عامل من عوامل التشويه، ولا يتضمن أي ارتباط مباشر بين الصحة النحوية الأخرى وإمكانية الحدوث١، وأخيرا لا يتضمن أي تطابق بين الصواب النحوي للجمل وإفادة المعنى، ويسمح لنا من الناحية الأخرى بإمكانية وجود ارتباط وثيق وجوهري على الأقل بين بعض جوانب الصواب النحوي للجمل وإفادة المعنى للأقوال الموجودة بالفعل أو الموجودة بالقوة.

والطريقة التي تحمل اللغات الطبيعية بها المعنى بأنواعه المختلفة ستشغلنا تماما في الفصل الخامس، والنقطة التي نثيرها ببساطة أنه مهما كانت العلاقة التي تربط بين الصواب النحوي وإفادة المعنى فإن هاتين الصفتين يجب أن نميز بينها، ومثال تشومسكي المشهور الآن:


١ أو إمكانية القبول "acceptability" هو ذلك المجال الذي يحكم عليه المتكلمون الأصليون باحتماليته في لغتهم، والقول الممكن قبوله هو ذلك القول الجائز أو المعتاد، وقد يكون الحكم بإمكانية قول ما محفوف بالمصاعب فمن المعتاد ألا يتفق المتكلمون الأصليون حول ما إذا كان قول ما معتادا أو حتى محتملا وأحد الأسباب التي تكون وراء ذلك أن الحدس "intuition" يختلف من متكلم إلى آخر بسبب التباين في الخلفيات الاجتماعية، والإقليمية، والسن، والاستحسان الشخصي وهلم جرا، وقد يكون قول ما معتادا في لهجة لكنه غير مقبول في لهجة أخرى، وكثير منها يعتمد على ما شب الناس على اعتقاد صحته أو خطئه، وقد يكون قول ما في لهجة واحدة مقبولا في سياق معين وغير مقبول في سياق آخر، ويخترع علم اللغة وسائل فنية عديدة لقياس إمكانية قبول المعلومات اللغوية وتأخذ عادة شكل التجارب التي يسأل من خلالها المتكلم الوطني أن يقيم مجموعات من الأقوال يحوم الشك حول قبولها ومن الأهمية أن يكون لدينا وسائل فنية متفق عليها نحكم بها على إمكانية القبول، ويميز القول غير المقبول بالعلامة، النجمية* أو علامة الاستفهام اللتين تتصدران القول وهو ما يميز الجملة غير الصحيحة نحويا كذلك.

<<  <   >  >>