للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسماء أو عناوين لأصناف الكينونات "مثل بقر أو حيوان" الموجودة في العالم خارج اللغة ومستقلة عنها، وأن تعلم المعنى الوصفي للمفردات يعد -ببساطة- تعرفا على ما تعزي المسميات إليه من أصناف الكينونات، وتتضح وجهة النظر هذه في المذهب الواقعي التقليدي للأنواع الطبيعية "أي: الأصناف الطبيعية والمواد الطبيعية" وتكمن خلف كثير من الدراسات الدلالية الفلسفية الحديثة ذات المسحة التجريبية، ومن المتاح أيضا أن نأخذ بوجهة النظر التي تجعل المعنى أساسا أي: من الممكن إثبات أنه سواء أكانت أنواع طبيعية موجودة أم لا "أي: تصنيف الأشياء اعتمادا على اللغة" فإن الدلالة الذاتية للمفردة تحددها معنى هذه المفردة، ومن الممكن -من حيث المبدأ- أن نعرف معنى المفردة دون معرفة دلالتها الذاتية، وقد تروق وجهة النظر هذه في حد ذاتها للعقلاني أي: ذلك الشخص الذي يختلف عن التجريبي فيتمسك بأن العقل أكثر من الخبرة الحسية- مصدر المعرفة "انظر ٢ - ٢"، ويمكن أن يبرر ذلك من الناحية الفلسفية عن طريق المطابقة التقليدية لمعنى الكلمة مع الفكرة أو التصور الذهني المتربط بها "انظر ٥ - ١".

وكل ما نحتاج إلى قوله هنا أن البدائل البسيطة الواضحة المعالم الواردة في الفقرة السابقة تصطدم بصعوبات فلسفية لا يمكن التغلب عليها، وهناك وسائل أكثر تعقيدا للدفاع عن الأولوية السيكولوجية أو المنطقية للمعنى أو للمدلول غير أننا لسنا بحاجة إلى الاهتمام بها، وما يجب أن يؤكد عليه اللغوي الحقيقتان التاليتان: الحقيقة الأولى أن معظم المفردات في اللغات الإنسانية كلها لا تشير إلى أنواع طبيعية، والحقيقة الثانية أن اللغات الإنسانية لا تتماثل -إلى حد بعيد- من الناحية المعجمية "أي: إنها تختلف في البنية المعجمية" فيما يتعلق بالمعنى والدلالة الذاتية، ولنتناول تباعا كل نقطة على حدة.

<<  <   >  >>