للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأغراضنا الحالية أن نقيم تكافؤا غير دقيق ولكنه واف بالغرض بين علامات الترقيم في لغة مكتوبة وأنماط التنغيم في اللغة المنطوقة المناظرة لها.

وقد ظهر مصطلح "بنية" بصورة بارزة في علم اللغة الحديث كما ظهر في كثير من فروع المعرفة، ولو أننا تبنينا وجهة النظر التي عبر عنها لأول مرة سوسير وهي مقبولة الآن لدى كل أولئك الذين يؤيدون مبادئ البنيوية فلن نقول إن نظاما لغويا ما له بنية فحسب ولكن إنه بنية ما، فعلى سبيل المثال بقدر ما تتشاكل اللغة الإنجليزية المنطوقة واللغة الإنجليزية المكتوبة "أي: يكون لها بنية واحدة" تكونان لغة واحدة، وليس هناك قاسم مشترك بينهما إلا البنية التي تشتركان فيها، والنظام اللغوي نفسه -من حيث المبدأ- مستقل عن الوسيلة التي يتحقق بها، فهو بهذا المعنى بنية مجردة تماما.

والنظم اللغوية أبنية مزدوجة المستوى أي: لها خاصة الازدواجية "انظر: ١ - ٥" فالجمل المنطوقة ليس مجرد مجموعة مؤتلفة من العناصر الفونولوجية، فهي أيضا مجموعة مؤتلفة من الوحدات النحوية، وتعريف تشومسكي الجزئي للنظام اللغوي باعتباره مجموعة من الجمل كل جملة منها محدودة في الطول ومركبة من مجموعة عناصر محدودة يجب أن يتسع ليأخذ في اعتباره هذه الخاصة الجوهرية في اللغات الطبيعية، ومن المحتمل منطقيا أن يتشاكل نظامان لغويان في مستوى دون أن يتشاكلا في المستوى الآخر، وفي الواقع كما أوضحنا من قبل أنه بسبب التشاكل الوثيق بصورة كافية من الناحية النحوية فإن ما يعرف بلهجات اللغة الصينية "على الرغم من أنها بعيدة عن أن تكون متشاكلة من الناحية الفونولوجية" يمكن أن توضع لغة واحدة مكتوبة غير أبجدية في حالة تناظر حسن على حد سواء مع كل منها، ومن المحتمل كذلك أن تتشاكل اللغات من الناحية الفونولوجية لكنها لا تتشاكل من النحوية وهذا الاحتمال يتحقق بدرجة تزيد أو تنقص لنقل من خلال متكلم

<<  <   >  >>