للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبمجرد أن يكتسب الطفل الثقة قبل المشي نجده يبدأ في عمل تنويعات بين الفينة والفينة كالمشي في الطرق الجاذبية، والمشي بالخلف، كما أن الطفل في هذا السن قد يمشي على أصابع قدميه، أو يدور حول نفسه مرة مرات إلى أن يشعر بالدوار, وفي منتصف السنة الثانية يكون لدى الطفل المشي السريع المتعجل والذي يبدو إلى حد ما شبيها بالجري؛ لإن أنه يختلف عن الجري لأنه حتى هذا السن لا يمتلك قوة الأرجل والتوازن لكي يتحاشى ما يوجد على الأرض بكل من قدميه في نفس الوقت. وعادة لا يصل الطفل إلى الجري السليم إلا في سنته الخامسة تقريبًا، كما يحال طفل العامين القفز إلا أن محاولته تفشل حيث لا يمكنه أن يجعل قدماه تترك الأرض في وقت واحد، وعادة ما يبدأ القفز عندما يطلع على أشياء قصيرة كالسلم مثلا، وفي محاولته الأولى نجده يطلع بقدم واحدة تاركًا قدمه الأخرى وبالتالي يتأرجح على حافة الدرج. وعندما يصل الطفل إلى نهاية العام الثاني يمكنه أن يقفز بكلا قدميه، ومهارات حركية أخرى تتطلب اتساق حركي رؤي أفضل مما لدى طفل العامين مثل الحجل والتسلق والإمساك بالكرة الملقاة إليه، ويمكنه أداء هذه الحركات في مراحل نموه التالية، فهم في هذا السن يحاولون الرمي والإمساك بالأشياء إلا أن أذرعتهم لا تكون حركتها مرنة متسقة تمكنهم من ذلك. فعملية الاتساق في الرمي والتي تتضمن إطلاق الشيء كجزء من الحركة الرمي لا يمكن أن يصل إليه الطفل ألا في سن أكبر من ذلك.

وأثناء السنة الثانية يبدأ الطفل في أن يظهر تفضيل استخدام يده وعينه والتي تكون مظهرًا من النمو الحركي, حيث يميل إلى القبض على الأشياء بيد معينة، وتفضيل استخدام عين على أخرى في مجال الرؤيا الثنائية، ما الذي يحدث هذه التفصيلات عند الطفل والتي ستصبح مستقرة ثابتة في فترات نموه اللاحقة, تشير نتائج دراسة كراتي Cratty؛ "١٩٧٠" أن كثيرا من النظريات العلمية وغير العلمية قد قدمت تفسيرات لإلقاء الضوء على هذه الظاهرة، إلا أننا حتى الآن لم نصل إلى تفهم فسيولوجية استخدام يد معينة وتفضيلها على الأخرى أو علاقتها بالمشكلات الحركية الأخرى مثل أمراض الكلام كالتهتهة واللجلجلة وما إلى ذلك.

<<  <   >  >>