يلى مكّة، والمزدلفة مبيت للحاجّ ومجمع للصلاة اذا صدروا من عرفات وهو مكان بين بطن محسّر والمازمين، وامّا بطن محسّر فهو واد بين منّى والمزدلفة وليس من منّى ولا من المزدلفة، وامّا المازمان فهو شعب بين جبلين يغضى آخره الى بطن عرنة وهو واد بين المازمين وبين عرفة وليس من عرفة، وعرفة ما بين وادى عرنة الى حائط بنى عامر الى ما اقبل على الصّخرات الّتى يكون بها موقف الامام والى طريق حصن، وحائط بنى عامر نخيل عند عرفة وبقربه المسجد الّذى يجمع فيه الامام بين الصلاتين الظهر والعصر وهو حائط نخيل وبه عين وينسب الى عبد الله بن عامر بن كريز، وليس عرفات من الحرم وانّما حدّ الحرم الى المازمين فاذا جزتهما الى العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحلّ وكذلك التّنعيم الّذى يعرف بمسجد عائشة ليس من الحرم والحرم دونه وحدّ الحرم نحو عشرة أميال فى مسيرة يوم وعلى الحرم كلّه منار مضروب يتميّز به من غيره، وليس بمكّة ماء جار الّا شىء بلغنى بعد خروجى عنها أنّه أجرى اليها من عين كان عمل فيها بعض الولاة فاستتمّ فى ايّام المقتدر أمير المؤمنين ومياههم من السماء وليست لهم آبار تشرب وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الادمان على شربه وليس بجميع مكّة فيما علمته شجر مثمر الّا شجر البادية فاذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة واودية ذات خضور ومزارع ونخيل وامّا الحرم فلم ار ولم اسمع انّ بها شجرا مثمرا الّا نخيلات رأيتها بفخّ ونخيلات يسيرة متفرّقة، وأمّا ثبير فهو جبل مشرف يرى من منّى والمردلفة وكانت الجاهليّة لا تدفع من المزدلفة الّا بعد طلوع الشمس اذا اشرقت