على ثبير وبالمزدلفة المشعر الحرام وهو مصلّى الامام يصلّى به المغرب والعشاء والصبح، والحديبية بعضها فى الحلّ وبعضها فى الحرم وهو مكان صدّ فيه المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المسجد الحرام وهو أبعد الحلّ الى البيت وليس هو فى طول الحرم ولا فى عرضه الّا أنّه فى مثل الزاوية للحرم فلذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم وامّا المدينة فهى اقلّ من نصف مكّة وهى فى حرّة سبخة الارض ولها نخيل كثيرة ومياه نخيلهم وزروعهم من الآبار يستقون منها العبيد وعليها سور والمسجد فى نحو من وسطها وقبر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من المسجد فى شرقيّه قريبا من القبلة وهو الجدار الشرقىّ من المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد الّا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبر ابى بكر وعمر رضي الله عنهما والمنبر الّذى كان يخطب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غشّى بمنبر آخر والروضة امام المنبر بينه وبين القبر، ومصلّى رسول الله الّذى كان يصلّى فيه الاعياد فى غربىّ المدينة داخل الباب، وبقيع الغرقد خارج باب البقيع فى شرقىّ المدينة، وقبآء خارج المدينة على نحو من ميلين الى ما يلى القبلة وهو مجمع بيوت للانصار يشبه القرية، وأحد جبل فى شمالىّ المدينة وهو اقرب الجبال اليها على مقدار فرسخين وبقربها مزارع فيها ضياع لاهل المدينة توازى العقيق فيما بينها وبين الفرع، والفرع من المدينة على أربعة أيّام فى جنوبيّها وبها مسجد جامع غير أنّ أكثر هذه الضياع خراب وكذلك حوالى المدينة ضياع كثيرة وأكثرها خراب، والعقيق واد من المدينة فى قبليّها على أربعة أميال فى طريق مكّة وأعذب مياه تلك الناحية آبار العقيق وأمّا اليمامة فانّ مدينتها دون مدينة الرسول وهى اكثر تمرا ونخلا من المدينة ومن