وليس من آبسكون الى الخزر عن اليمين على شطّ البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمّى دهستان وهى دخلة فى البحر تستتر فيها السفن فى هيجان البحر ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحى ويقيمون بها للصيد وبها مياه، ولا اعلم غير هذا المكان مكانا يقيم به احد الّا ان يكون سياه كوه فانّه تقيم به طائفة من الاتراك وهم قريبو العهد بالمقام به لاختلاف وقع بين الغزّيّة وبينهم فانقطعوا عنهم واتّخذوه مأوى ومرعى ولهم عيون ومراع هذا ما عن يمين هذا البحر من آبسكون ومن آبسكون عن يسارها الى الخزر فى عمارة متّصلة الّا شيأ بين باب الابواب والخزر وذلك انك اذا اخذت من آبسكون مضيت على حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل ثمّ تدخل فى حدود الران واذا جزت موقان الى باب الابواب على يومين فهو بلد شروان شاه ثمّ تتجاوزه الى سمندر اربعة ايّام ومن سمندر الى اثل سبعة ايّام مفاوز ولهذا البحر بناحية سياكوه زنقة يخاف على السفن الداخلة بها الريح ان تنكسر واذا انكسرت السفن هناك لم يتهيّأ جمع شىء منها من الاتراك فانّهم يستولون على ذلك