وامّا الخزر فانّه اسم الاقليم وقصبته تسمّى اثل واثل اسم النهر الّذى يجرى اليه من الرّوس وبلغار واثل قطعتان قطعة على غربىّ هذا النهر المسمّى اثل وهى اكبرهما وقطعة على شرقيّه والملك يسكن فى الغربىّ منهما ويسمّى الملك بلسانهم بك ويسمّى ايضا باك وهذه القطعة مقدارها فى الطول نحو فرسخ ويحيط بها سور الّا انّه مفترش البناء وابنيتهم خركاهات لبود الّا شيأ يسيرا بنى من طين ولهم اسواق وحمّامات وفيها خلق من المسلمين يقال انّهم يزيدون على عشرة آلاف مسلم ولهم نحو ثلاثين مسجدا وقصر الملك بعيد من شطّ النهر وقصره من آجرّ وليس لاحد بناء من آجرّ غيره ولا يسوّغ الملك لاحد ان يبنى بالآجرّ، ولهذا السور ابواب اربعة منها الى ما يلى النهر ومنها الى ما يلى الصحراء على ظهر هذه المدينة، وملكهم يهودىّ يقال انّ له من الحاشية نحو اربعة آلاف رجل والخزر مسلمون ونصارى ويهود وفيهم عبدة اوثان واقلّ الفرق اليهود واكثرهم المسلمون والنصارى الّا انّ الملك وخاصّته يهود والغالب على اخلاقهم اخلاق اهل الاوثان يسجد بعضهم لبعض عند التعظيم واحكام خصّوا بها على رسوم قديمة مخالفة لدين المسلمين واليهود والنصارى، وللملك من