من الجحفة على مرحلة وبينها وبين الأبواء الّتى هى على طريق الحاجّ فى غربيّها ستّة اميال وبها كان فى أيّام مقامى بها رئيس الجعفريّين اعنى اولاد جعفر بن ابى طالب ولهم بالفرع والسائرة ضياع كثيرة وعشيرة واتباع وبينهم وبين الحسنيّين حروب ودمآء حتّى استولت طائفة من اليمن يعرفون ببنى حرب على ضياعهم فصاروا حزبا لهم فضعفوا وتيمآء حصن اعمر من تبوك وهى فى شمالىّ تبوك وبها نخيل وهى ممتار البادية وبينها وبين اوّل الشام ثلاثة ايّام ولا اعلم فيما بين العراق واليمن والشام مكانا الّا وهو فى ديار طائفة من العرب ينتجعونه فى مراعيهم ومياههم الّا ان يكون بين اليمامة والبحرين وبين عمان من وراء عبد القيس برّيّة خالية عن الآبار والسكّان والمراعى قفرة لا تسلك ولا تسكن، فامّا ما بين القادسيّة الى الشّقوق فى الطول وفى العرض من قرب السّماوة الى حدّ بادية البصرة فسكّانها قبائل من بنى أسد، فاذا جزت الشقوق فانت فى ديار طيّئ الى ان تجاوز معدن النّقرة فى الطول وفى العرض من وراء جبلى طيّئ محاذيا لوادى القرى الى ان تتّصل بحدود نجد من اليمامة والبحرين، ثمّ اذا جزت المعدن عن يسار المدينة فانت فى سليم، واذا جزته عن يمين المدينة فانت فى جهينة وفيما بين مكّة والمدينة بكر بن وائل فى قبائل من مضر من الحسنيّين والجعفريّين وقبائل من مضّر، وامّا نواحى مكّة فانّ الغالب على نواحيها ممّا يلى المشرق بنو هلال وبنو سعد فى قبائل من هذيل وفى غربيّها مدلج وغيرها من قبائل مضر، وامّا بادية البصرة فانّها اكثر هذه البوادى احياء وقبائل واكثرها تميم حتّى يتّصلوا بالبحرين واليمامة ثمّ من