الحديد والختوّ والبزاة وغير ذلك ممّا يحتاج اليه الملوك وامّا سماحتهم فانّ الناس فى اكثر ما وراء النهر كانّهم فى دار واحدة ما ينزل احد باحد الّا كانّه رجل دخل دار نفسه لا يجد المضيّف من طارق فى نفسه كراهة بل يستفرغ مجهوده فى اقامة اوده من غير معرفة تقدّمت ولا توقّع مكافأة بل اعتقادا للسماحة فى اموالهم وهمّة كلّ امرئ منهم على قدره فيما ملكت يده من القيام على نفسه ومن يطرقه وبحسبك انّك لا تجد فيهم صاحب ضيعة الّا كانت همّته ابتناء قصر فسيح ومنزل للاضياف فتراه عامّة دهره متانّقا فى اعداد ما يصلح لمن طرقه فاذا حلّ بينهم طارق تنافسوا فيه وتنازعوه فليس احد يتصرّف بما وراء النهر فى مكان به ناس يخاف الضّياع فى ليل او نهار فهم فيما بينهم يتبارون فى مثل هذا حتّى يجحف باموالهم ويقدح فى املاكهم كما يتبارى سائر الناس فى الجمع ويتباهون بالملك والمكاثرة فى المال، ولقد شهدت منزلا بالسّغد قد ضرب الاوتاد على باب داره فبلغنى انّ بابها لم يردّ منذ مائة سنة واكثر لا يمنع من نزولها طارق وربّما نزل بالليل بغتة من غير استعداد المائة والمائتان والاكثر بدوابّهم وحشمهم فيجدون من علف دوابّهم وطعامهم ودثارهم ما يعمّهم من غير ان يتكلّف صاحب المنزل امرا لذلك لدوام ذلك منهم قد اقيم على كلّ عمل من يستقلّ به واعدّ ما يحتاج اليه على دوام الاوقات بحيث لا