عبدا للسّمانيّة لم يتبيّن على اهل خراسان فقده، وليس فى بلدان الاسلام ملوك قد اعرقوا فى الملك يتوارثونه من ايّام العجم مثلهم وقد بينّا ايّام آل سامان فى صفة فارس لانّهم من الفرس فبينّا مكانهم من فارس وسبب وقوعهم الى خراسان وجوامع من سيرتهم وايّامهم ممّا يغنى عن اعادته وامّا نزاهة ما وراء النهر فانّى لم ار ولا بلغنى فى الاسلام بلد احسن خارجا من بخارا لانّك اذا علوت قلعتها لم يقع بصرك من جميع النواحى الّا على خضرة تتّصل خضرتها بلون السماء فكانّ السماء بها مكبّة خضرآء مكبوبة على بساط اخضر تلوح القصور فيما بينها كالنوائر فيها واراضى ضياعهم مقوّمة بالاستواء كانّها المرآة وليس بما وراء النهر وخراسان بلد احسن قياما بالعمارة على ضياعهم من اهل بخارا ولا اكثر عددا على قدرها فى المساحة منهم وذلك مخصوص بهذه البلدة لانّ الموصوف من متنزّهات الارض سغد سمرقند ونهر الأبلّة وغوطة دمشق على انّ سابور وجور من فارس لا تقصران عن غوطة دمشق ونهر الابلّة ولا كنّ الذكر لهذه الاماكن، فامّا غوطة دمشق فانّك اذا كنت بدمشق ترى بعينيك على فرسخ واقلّ جبالا قرعا عن النبات والشجر وامكنة خالية عن العمارة والخضرة واكمل النزهة ما ملأ البصر وسدّ الافق، وامّا نهر الابلّة فليس فيها ولا نواحيها مكان يستوقف النظر الّا نحو فرسخ منها وليس بها مكان عال فيدرك البصر اكثر