من فرسخ ولا يستوى المكان المستتر الّذى لا يرى منه الّا مقدار ما يرى من مكان ليس بالمستتر بالنزهة ومكان يستعطف البصر منه سعة فى العيان وسفرا فى المنظر، وامّا سغد سمرقند فلا اعرف بها ولا بسمرقند مكانا اذا علا الناظر فيه على شرف الّا وقع بصره على جبال خالية من الشجر او صحرآء غبرآء وان كان مزرّعا على انّ غبرة المزارع فى اضعاف خضرة النبات من الزينة غير انّ الارض الغبراء المنتشرة عن تقويمها فى العمارة فى العيان تسلب بهجة الخضرة وتذهب بزينة الغبرة، ويحيط ببخارا وقراها ومزارعها سور قطره عشرة فراسخ فى مثلها كلّها عامرة، وامّا سغد سمرقند فانّها انزه الاماكن الثلاثة الّتى ذكرنا لانّها من حدّ بخارا على وادى السّغد يمينا وشمالا تتّصل الى حدّ البتّم لا تنقطع ومقدارها فى المسافة ثمانية ايّام مشتبكة الخضرة والبساتين فهى ميادين وبساتين ورياض مشتبكة قد حفّت بالانهار الدائم جريها والحياض فى صدور رياضها وميادينها فخضرة الاشجار والزروع ممتدّة على جانبى واديها ومن وراء الخضرة من جانبيها مزارع تحرسها ومن وراء هذه المزارع مراعى سوائمها والقلعة من كلّ مدينة وقرية بها تبصّ فى اضعاف خضرتها كانّها ثوب ديباج اخضر قد سيّرت