كتاب المسالك والممالك للاصطخري أو مسالك الممالك - ليدن

ديار المغرب - ج: ليدن - ص: 42

وريّة وهى كلّها مدن عظام وليس فيها ما يقارب قرطبة فى العظم والكبر وأكثر ابنيتها من حجارة وهى ابنية جاهليّة لا تعرف فيها مدينة محدثة الّا بجّانة فانّها محدثة فى حدّ بلاد يقال لها البيرة وشنترين الّتى على البحر المحيط بها يقع العنبر ولم نعلم ببحر الروم والبحر المحيط موضع عنبر الّا بشنترين وشىء وقع فى ايّام مقامى بالشام بسواحل الروم، وتقع بشنترين فى وقت من السنة من البحر دابّة تحتكّ بحجارة على شطّ البحر فيقع منها وبر فى لين الخزّ لونه لون الذهب لا يغادر منه شيأً وهو عزيز قليل فيجمع وتنسج منه ثياب فتتلوّن فى اليوم الوانا ويحجر عليها ملوك بنى اميّة ولا ينقل الّا سرّا وتزيد قيمة الثوب على الف دينار لعزّته وحسنه ومالقة سكّانها عرب وبها السّفن الّذى تتّخذ منه مقابض السيوف وجزيرة جبل طارق منها افتتح الاندلس فى اوّل الاسلام وجبل طارق جبل عامر حصين بالقرى والمدن وهو آخر المعابر بالاندلس وطليطلة مدينة فى جبل عال بناؤها من حجارة قد وثقت بالرصاص وحواليها سبعة اجبل كلّها عامرة منيعة مسكونة وحولها نهر عظيم يقارب فى الكبر دجلة واسم هذا النهر تاجه يخرج من بلد يقال لها شنتبريّة ووادى الحجارة مدينة وهى وما حواليها من المدن والقرى تعرف بمدن بنى سالم وريّة كورة عظيمة