والجنوب والبلد كلّه على جانب واحد الّا انّ فى عدوة النيل ابنية قليلة تعرف بالجزيرة وهى جزيرة يعبر من الفسطاط اليها على جسر فى سفن ويعبر من هذه الجزيرة الى الجانب الآخر على جسر آخر الى ابنية ومساكن على الشطّ الآخر يقال لها الجيزة، والفسطاط مدينة كبيرة نحو الثلث من بغداد ومقداره نحو ثلثى فرسخ، والفسطاط على غاية العمارة والخصب وبالفسطاط قبائل وخطط للعرب تنسب اليهم محالّها مثل ما بالكوفة والبصرة الّا انّها اقلّ من ذلك، وهى سبخة ومعظم بنائهم بالطوب طبقات واكثر السفل بها غير مسكونة وربّما بلغت طبقات الدار الواحدة ثمانى طبقات الّا فى طرف منها يسمّى الموقف فانّه اصلب قليلا، وبها بناء مفترش وذلك بالحمراء على شطّ النيل، وبها مسجدان للجمعة بنى احدهما عمرو ابن العاص فى وسط الاسواق والآخر باعلى الموقف بناه احمد بن طولون، وخارج مصر ابنية بناها احمد بن طولون تكون زيادة على ميل كان يسكنها جنده تسمّى القطائع كما كان بناء آل الاغلب خارج القيروان الرقّادة، وبها نخيل وثمار كثيرة وزروعهم على ماء النيل تمتدّ فتعمّ المزارع من حدّ اسوان الى حدّ الاسكندريّة وسائر الريف فيقيم الماء من عند ابتداء الحرّ الى الخريف ثم ينصرف فيزرع ثمّ لا يسقى بعد ذلك وارض مصر لا تمطر