ولا تثلج وليس بارض مصر مدينة يجرى فيها الماء دائما غير الفيّوم، والفيّوم هذه مدينة وسطة يقال انّ يوسف النّبيّ عم اتّخذ لهم مجرى يدوم لهم الماء وقوّم بحجارة وسمّاه اللّاهون وامّا النيل فانّ ابتداء مائه لا يعلم وذلك انّه يخرج من مفازة من وراء ارض الزنج لا تسلك حتّى ينتهى الى حدّ الزنج ثمّ يقطع فى مفاوز وعمارات ارض النوبة فيجرى على عمارات متّصلة الى ان يقع فى ارض مصر، وهو نهر يكون عند امتداده اكبر من دجلة والفرات اذا جمعا وماؤه اشدّ عذوبة وحلاوة وبياضا من سائر انهار الاسلام، وفى هذا النهر يكون التمساح والسقنقور وسمكة يقال لها الرعّادة لا يستطيع احد ان يقبض عليها وهى حيّة حتّى يرتعش وتسقط من يده فاذا ماتت فهى كسائر السمك. وامّا التمساح فانه دابّة من دوابّ الماء مستطيل الراس طول راسه يكون نحوا من نصف طول بدنه وله انياب لا يعضّ على دابّة ما كانت من سبع او جمل الّا مدّه فى الماء وربّما خرج من الماء فمشى فى البرّ وليس له فى البرّ سلطان ولا يضرّ احدا وجلده يشبه السّفن الّذى تتّخذ منه مقابض السيوف لا يعمل السلاح فيه الّا تحت يديه ورجليه ومكان الابط، وامّا السقنقور فانّه صنف من السمك الّا انّ له يدين ورجلين ويتعالج به للجماع ولا يكون فى مكان الّا فى النيل وعلى حافات النيل من حدّ اسوان الى ان يقع فى البحر مدن وقرى