ومقيمٌ خاشعٌ في عدوٍّ ... مُستضامٌ بينهم مُستذلُّ
لا على جرمٍ ولا عن شقاقٍ ... ركبوا الّحضَ إليهم فزلُّوا
غيرَ أنْ فاءَ على ظالِميهم ... بهم للمُلك فيءٌ وظلُّ
وأنْ أوفَوْا بالنَّبيّ المصفَّى ... جدّهم مأثرةً لا تقِلُّ
وبنَى الله لهم بيتَ مجدٍ ... فطرةُ الدِّين به تستظلُّ
في جَميلٍ بارك الله فيه ... لم ينلْ ما خُوِّلوه جبلُّ
وارثُو مخزونِ علمٍ عليه ... كلُّ ذي علم عيالٌ وكَلُّ
وعليٌّ ذو المعالي أبوهم ... كرُمَ السَّامي به والمُدلُّ
عُلِّمَ الدِّينَ الَّذي مَن تَلاه ... سالكُ سبلَ الهدَى لا يضلُّ
وأمير المؤمنين المرجِّي ... فضلَه مُثْريهمُ والمقلُّ
باسط كفَّيه فيهم بعدلٍ ... وصَبيرٍ صوبُخ مستهلُّ
عن سماءٍ لهم كلَّ يومٍ ... دِيمةٌ منه ووبلٌ وطَلُّ
وشهابُ الله في كلِّ خطبٍ ... وحسامُ الله والنَّقعُ يعلُو
حيث يلقَى في ظلالِ المنايا ... كلَّ ليثٍ باسلٍ وهوَ فَلُّ
جسدٌ يعفوه طيرٌ عكُوفٌ ... وضوارٍ شُرَّعٌ فيه زُلُّ
مَكنزٌ فيه من بعدِ حول ... للضّباع العُرج لحمٌ مُصِلُّ
بطلٌ أغلبُ في راحتَيه ... للقنا والبِيض نهلٌ وعَلُّ
يكره الأبطال منه ابنَ موتٍ ... لا يملُّ الحربَ حتَّى يملُّوا
يحمد العضْبُ اليمانيّ شظَاه ... في الوغا والسَّمهريُّ المتلُّ
فكأنَّ النَّقعَ ينشام عنه ... ضيغم جهم المُحيَّا رِفَلُّ
قد غدا يُضمر بغضاً ويُبدي ... بِغضة أضغانُها لا تُسَلُّ