هنا يبلغ الحق رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أن تركه لعبادة الأصنام وإن كان أمراً قد اهتدى إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بفطرته السليمة، فإنه قد صار الآن من بعد البعثة عبادة؛ لأن اصطفاء الحق له جعله يتبين هدى الله بالشريعة الواضحة في «افعل» ولا «تفعل» ؛ فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هو الأسوة الحسنة للناس، ويؤدي كل فعل حسب ما شرع الله، ويتبعه المؤمنون برسالته.
ومثال على ذلك من حياتنا المعاصرة: لقد نزل القرآن بتحريم الخمر، والمؤمنون لا يشربون الخمر لأن الحق نهى عن ارتكاب هذا الفعل. ونجد الأطباء الآن في كل بلدان العالم يحرمون شرب الخمر لأنها تعتدي على كل أجهزة الإنسان: الكبد، والمخ، والجهاز العصبي، والجهاز الهضمي. ونجد «أفلاماً» تظهر أثر كأس الخمر على صحة الإنسان. وقد يرى إنسان غير مؤمن مثل هذا «الفيلم» فيمتنع عن الخمر