للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان قائله يحكي ما كان، حتى ظهر الإمام الجوزي والواعظ شمس الدين فنظما منه الحكم والمواعظ، ويصاغ معرب بعض الألفاظ على وزن واحد وقافية واحدة ولا تكون قافيته إلا مردوفة ساكنة الآخر وقبله حرف لين ساكن، ووزنه:

مستفعلن فاعلاتن ... مستفعلن مستفعلان

ومثاله:

قم يا مصلي تضرّع ... قبل أن يقولوا كانَ وكانْ

مستفعلن فاعلاتن ... مستفعلن فَعْلان

لِلْبَرِّ تَجْرِي الْجَوَارِي ... في السِّحر كالأعلام

٧- المواليا: وهو من الفنون التي لا يلزم فيها مراعاة قوانين العربية، وهو من البسيط، لولا أن له أضربًا تخرجه عنه.

وقد ذكروا في سبب نشأته أن الرشيد لما نكب البرامكة أمر ألا يُرْثوا بشعر، فرثتهم جارية بهذا الوزن، جعلت تنشد وتقول: يا مواليا، ليكون ذلك منجاة لها من الرشيد؛ لأنها لا ترثيهم بالشعر المنهي عنه.

وهو في الاصطلاح ثلاثة أنواع:

رباعي وهو ما كان أشطر بيتيه مصرعة مثل قول جارية البرامكة:

يا دار أين الملوك أين الفرس ... أين الذين رعوها بالقنا والترس

قالت تراهم زمم تحت الأراضي الدرس ... سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس

وأعرج: وهو ما اختلف مصرع منه عن الثلاثة الباقية؛ مثل قول بعضهم في الوعظ:

يا عبد ابكي على فعل المعاصي ونوح ... هم فين جدودك أبوك آدم وبعده نوحْ

دنيا غرورة تجي لك في صفة مركب ... ترمي حمولها على شط البحور وتْروحْ

<<  <   >  >>