للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله - عز وجل – وكفى بهذه الإضافة شرفاً " (١) .

وفي السنة العاشرة من الهجرة أُذن في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجٌّ، فقدم المدينةَ بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتَّم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله (٢) وكان في ذلك فرصة عظيمة لتعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أمور دينهم. فعن عبد الرحمن بن يَعْمَر الدِّيلي – رضي الله عنه -، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فجاء ناس أو نفر من أهل نجد فأمروا رجلاً فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الحج؟ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فنادى "الحج يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتمَّ حجه. أيام منى ثلاثة. فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه" (٣) وزاد الترمذي لفظاً آخر " ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج" (٤) . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق: "خذ، وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر. ثم جعل يعطيه الناس" (٦) .

وأيضاً ما رواه جابر رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: "لتأخذوا مناسككم (٥) ، فإني لا أدري لعلي لا أحج


(١) إحياء علوم الدين جـ٣/٣٦٣.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الحج باب حجة النبي (رقمه (١٢١٨) جـ٢ ص ٨٨٧.
(٣) صحيح سنن أبي داود، كتاب المناسك باب من لم يدرك عرفة رقمه (١٩٤٩) جـ١ ص ٣٦٧.
(٤) صحيح سنن الترمذي أبواب تفسير القرآن باب من سورة البقرة رقمه (٢٣٧٦) ، جـ٣ ص٢٦.
(٦) صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان رقم الحديث (١٧١) جـ١ ص٥٨، صحيح مسلم كتاب الحج باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق رقمه (١٣٠٥) جـ٢ص٩٤٧ واللفظ له.
(٥) لتأخذوا مناسككم: اللام لام الأمر. والمعنى: خذوا مناسككم.

<<  <   >  >>