للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهناك بعض الأخلاق التي واجهها صلى الله عليه وسلم مواجهة حاسمة دون تدرج أو إبطاء عند تعليمه لأصحابه، لما يترتب عليها من أضرار. منها:

* الغيبة:

وهي من الصفات المذمومة والتي يتم فيها ذكر المرء ما يكرهه بظهر الغيب (١) فالرسول صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه ما هي الغيبة، وما الفرق بينها وبين البهتان. فعن أبي هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه" (٢) (٣) .

والله تعالى ذكر مثلاً منفراً عن الغيبة فقال: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات:١٢] قال الشيخ السعدي: "شَبَّهَ أكل لحمه ميتاً المكروه للنفوس غاية الكراهة، باغتيابه فكما أنكم تكرهون أكل لحمه ولاسيما إذا كان ميتاً، فاقد الروح، فكذلك فلتكرهوا غيبته، وأكل لحمه حياً" (٤) .

وحذَّرهم من الغيبة، وبيَّن لهم العقاب الشديد لمن أطلق عنان لسانه ليتحدث بما يشاء كيفما شاء.


(١) انظر فتح الباري جـ١٠/٤٨٤.
(٢) بهته: أي قلت فيه البهتان وهو الباطل.
(٣) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم الغيبة رقمه (٢٥٨٩) جـ٤/٢٠٠١.
(٤) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان جـ٧/١٣٨.

<<  <   >  >>