للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم" (١) ، قال الشيخ السعدي تعليقاً على قوله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} [الحجرات: ١٢] وفي هذه الآية دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأنها من الكبائر، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر" (٢) . وبين صلى الله عليه وسلم أن التعريض بالغيبة كالتصريح، سواء كان إشارة أو إيماء أو غمزاً أو لمزاً أو حركة أو إشارة أو محاكاة.

وعن عائشة رضي الله عنها – قالت: فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا – تعني قصيرة – فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته". قالت وحكيت له إنساناً فقال: "ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا" (٣) .

قال ابن حجر رحمه الله: "هي ذكر امرئ بما يكرهه، سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه، أو نفسه، أو خلقه، أو ماله" (٤) .

والرسول صلى الله عليه وسلم قد حثَّ المسلم على دفع كلام السوء عن أخيه المسلم وأن من فعل ذلك أبعد الله عن وجهه النار فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن


(١) أخرجه أحمد في المسند (٣/٢٢٤) ، انظر صحيح سنن أبي داود كتاب الآداب باب في الغيبة رقمه (٤٨٧٨) جـ٣/٩٢٣ واللفظ له.
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، جـ٧/١٣٨.
(٣) صحيح سنن أبي داود كتاب الآداب باب الغيبة رقمه (٤٨٧٥) ،جـ٣ ص٩٢٣.
(٤) فتح الباري جـ١٠/٤٨٤.

<<  <   >  >>