للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثقات ذكروا أنه سئل عن أطفال المشركين١.

واستدل القائل بالوقف بما أخرجه مسلم من حديث فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: توفي صبي فقلت: طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلا" ٢.

وخرجه مسلم أيضا، من طريق طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال: " أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم" ٣. وقد ضعف أحمد هذا الحديث من أجل طلحة بن يحيى وقال: قد روى مناكير وذكر له الحديث وقال ابن معين فيه: ليس بالقوي. وأما رواية فضيل بن عمير له عن عائشة فقال أحمد: ما أراه سمعه إلا من طلحة بن يحيى يعني أنه أخذه عنه ودلسه حيث رواه عن عائشة بنت طلحة وذكر العقيلي أنه لا يحفظ إلا من حديث طلحة. ويعارض هذا ما خرجه مسلم من حديث أبي السليل، عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان فما أنت بمحدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تطيب به أنفسنا عن موتانا قال: نعم صغارهم دعاميص أهل الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده - كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا - فلا يتناهى أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة"٤. وفي الصحيحين عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم" ٥. ولهذا قال الإمام أحمد: هو يرجى لأبويه دخول الجنة


١ أخرجه البخاري "ح ١٣٨٤" ومسلم "ح ٢٦٥٩".
٢ أخرجه مسلم "ح ٢٦٦٢".
٣ أخرجه مسلم "ح ٣١/ ٢٦٦٢".
٤ أخرجه مسلم "ح ٢٦٣٥".
٥ أخرجه البخاري "ح ١٣٨١"، ولم أجد عند مسلم، وغنما أخرجه النسائي "ح ١٨٧٢" وابن ماجة "ح ١٠٦٥"..

<<  <   >  >>