تهيج منازل الأموات وجدا ... ويحدث عن رؤيتها اكتئاب
منازل لا تجيبك حين تدعو ... وعز عليك أنك لا تجاب
وكيف يجيب من تدعوه ميتا ... تضمنت الجنادل والتراب
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
وروى أبو نعيم بإسناد له أن داود الطائي اجتاز على مقبرة وامرأة عند قبر تقول هذين البيتين فسمعها فكان ذلك سبب توبته يعني سبب انقطاعه عن الدنيا وأسبابها وانشغاله بالآخرة والاستعداد لها.
وسمع بكر العابد امرأة عند قبر تقولك واعمراه ليت شعري بأي خديك بدأ البلى وأي عينيك سالت قبل الأخرى فخر بكر مغشيا عليه أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "ذكر الموت".
وروى في كتاب الخائفين عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن موسى قال: كان الحسن بن صالح إذا صعد المنارة يعني ليؤذن أشرف على المقابر فإذا نظر إلى الشمس تمور على القبور صرخ حتى يسقط مغشيا عليه فيحمل وينزل به.
وشهد يوما جنازة فلما قرب الميت ليدفن نظر إلى اللحد فارتاع عرقا ثم مال فغشي عليه فحمل على سرير الميت فرد إلى منزله.
وذكر بإسناده عن عيسى بن يونس وذكر الحسين بن صالح فقال: قل ما كنت أجيء في وقت صلاة إلا رأيته مغشيا عليه ينظر إلى المقبرة فيصرخ ويغشى عليه.
وبإسناده عن عمر بن درهم القريعي دخل المقابر وهو معصوب العين وابنه يقوده فوطئ على قبره فقال: يا بني أين أنا.
وروى في الكتاب القبور بإسناد له أن امرأة بالمدينة كانت تزهو فدخلت يوما المقابر فرأت جمجمة فصرخت ثم رجعت منيبة فدخل عليها نساؤها فقلن: ما هذا؟ فقالك بكى قلبي لذكر الموت لما رأيت جماجم أموات القبور ثم قالت: اخرجن من عندي فلا تأتين منكن امرأة إلا امرأة ترغب في خدمة الله - عز وجل - ثم أقبلت على العبادة حتى ماتت.
وبإسناده عن عيسى الخواص أن رجلا من الصدر الأول دخل المقابر فمر بجمجمة بادية من بعض القبور فحزن حزنا شديدا ثم واراها ثم التفت فلم ير إلا القبور،