قال: وجعل الحسن الوجه يقول وفعل كذا وفعل كذا وفعل كذا يذكر محاسني فقال الرجل عبد ظالم لنفسه ولكن الله تجاوز عنه لم يجئ أجل هذا بعد أجل هذا يوم الإثنين.
قال: فقال لهم انظروا فإن أنا مت يوم الإثنين فأرجو لي ما رأيت وإن لم أمت يوم الإثنين فإنما هو هذيان الوجع.
قال: فلما كان يوم الإثنين صح حتى بعد العصر ثم أتاه أجله فمات.
وفي الحديث: فلما خرجنا من عند الرجل قلت للرجل الحسن الوجه الطيب الريح ما أنت قال أنا عملك الصالح قلت فما الإنسانة السوداء المنتنة الريح قال وذلك عملك الخبيث أو كلام يشبه هذا.
وفي كتاب ابن أبي الدنيا خرج لأبي القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي قال سمعت عبد الله بن محمد العنسي يقول حدثه عمرو بن مسلم عن رجل حفار للقبور قال حفرت قبرين وكنت في الثالث فاشتد علي الحر فألقيت كسائي على ما حفرت واستظليت فيه فبينا أنا كذلك إذا رأيت شخصين على فرسين أشهبين فوقفا على القبر الأول فقال أحدهما لصاحبه أكتب قال ما أكتب قال فرسخ في فرسخ ثم تحولا إلى الآخر فقال أكتب قال وما أكتب قال مد البصر ثم تحولا إلى الآخر الذي أنا فيه فقال أكتب قال وما أكتب قال فتر في فتر.
فقعدت أنظر الجنائز فجيء برجل معه نفر يسير فوقفوا على القبر قلت ما هذا الرجل قالوا إنسان قراب يعني سقاء ذو عيال ولم يكن له شيء فجمعنا له فقلت ردوا الدراهم على عياله ودفنته معهم ثم أتي بجنازة ليس معها إلا من يحملها فسألوه عن القبر الذي قال مد البصر قلت من ذا الرجل فقالوا إنسان غريب ما ت على مزبلة لم يكن معه شيء قال فلم آخذ منهم شيئا فصليت معهم وقعدت أنتظر الثالث فلم أزل أنتظر إلى العشاء فأتي بجنازة امرأة لبعض القواد فسألتهم الثمن فضربوا برأسي ودفنوها فيه.