من يقال له حبيبة وحبيبة وحنينة بالنون فأما حبيبة بنت عبد العزى بن حذار الناصرية وهي العزراء من ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض شاعرة كريمة ويقال كان لها ابن قانص بخيل اسمه بز فأصاب صيداً فجعل لحمه وشائق وتصافيف وقال لها احفظيه علينا ولا تفرقيه فإن الحر قد اشتد. قالت والله لا أخزن لحماً ولا أساكنك أبداً ثم رحلت عنه فتلكأت ناقتها للألف لوطئها فقالت في ذلك:
أإلى الفتى بر تلكأ ناقتي ... غشى مناسمها النجيع الأسود
إني ورب الراقصات إلى منى ... بجنوب مكة كلهن مقلد
أولى على هلك الطعام ألية ... أبداً ولكني أبين وأنشد
وصى أبي جدي وعلمني أبي ... نفض الوعاء وكل زاد ينفد
فاحفظ حميتك لا أبا لك فاحترش ... لا يفضحنك فارة أو جدجد
وأما حبينة بضم الحاء والتخفيف بنت عتيق من بني الحارث بن تيم الله بن ثعلبة شاعرة في عصر علي رضي الله عنه وهي القائلة في أبيات:
إذا الحرب شبت بين حيين نارها ... وطارت لقاحاً بعد طول حيالها
فإنا حجار في الملمات معقل ... كما يعقل الأروى رؤوس جبالها
وأما حنينة - بالنون - ابن طريف العكلي شاعر راجز وهو الذي راجز ليلى الأخيلية وفضحها في قصة قد ذكرتها في كتاب الرباب إذ يقول: