يعم به بني ليلى شفاهاً ... فولّ هجاءهم رجلاً سواكا
سيغنيني الذي أغناك عني ... ويكفيني المليك كما كفاكا
رأيت الخير يقصر منك دوني ... وتأتيني قوارص من أذاكا
وكان يزيد بن حبناء خارجياً وهو القائل في كلمة طويلة وكتبت إليه زوجته تطلب منه هدايا وألطافاً:
ذري اللوم إن اللوم ليس بدائم ... ولا تعجلي باللوم يا أم عاصم
فإن عجلت منك الملامة فاسمعي ... مقالة معنّى بحقك عالم
ولا تعذلينا في الهدية إنما ... تكون الهدايا من فضول المغانم
وابن حبناء بلعاء بن قيس الكناني وأخوه جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة وأمهما الحبناء بنت وائلة بن كعب بن احمر ابن الحارث بن عبد مناة ويقال هي جدة بلعاء وجثامة وكان بلعاء رأس بني كنانة في أكثر حروبهم ومغازيهم وكان كثير الغارات على العرب وهو شاعر محسن وقد قال في كل فن أشعاراً جياداً وهو القائل:
وإني لأقري الهم حين يضيفني ... زماعاً إذا ما الهم أعيت مصادره
وابغي صواب الظن أعلم أنه ... إذا طاش ظن المرء طاشت مقادره
وقد يكره الإنسان ما هو رشده ... وتلقى على غير الصواب شراشره
وكان جثامة أيضاً شاعراً محسناً وفارساً وهو القائل:
أصبحت آتي الذي آتي وأتركه ... وبات أكثر رأي الناس مرتابا
وإن أمت والفتى رهن بمصرعه ... فقد قضيت من الآراب آرابا
وقلما يفجأ المكروه صاحبه ... حتى يرى لوجوه الأمن أبوابا