جسر بن محارب وكان أخوه سويد بن سرحان مجاوراً لمرداس بن أبي عامر السلمي فقل ماء قليبه فنزل يميحه فقتله فأخذت امرأته زينب إبل سويد فبعثتها إلى زهرة ابن سرحان فقال:
أحل حريم الجار عجزة ظالماً ... وأوفت بما نالت من الذم زينب
تفاقد قوم كان أوفى سعاتهم ... شرقاقة لها بنان مخضب
وقال زهرة:
ثكلت بنيتي إن لم تروني ... وشيكاً قعدتي طرف سبوح
له في البيت إصرة وجل ... وتحبس عند مروده لقوح
سأبلي بالسنان على سويدٍ ... فأشفي غلتي وأستريح
وقيل له الراهب لأنه كان يأتي عكاظاً فيقوم إلى سرحة فيرجز عندها ببني سليم قائماً لا يزال كذلك دأبه حتى يصدر الناس عن عكاظ وكان فيما يقول:
قد عرفتني سر حتى فأطت ... وقد ونيت بعدها فأشمطت
ومنهم الراهب الطائي وهو حنظلة الخير بن أبي رهم بن حسان ابن حية بن سعيد أحد بني هنىء بن عمرو بن الغوث بن طيء وحنظلة هو فارس الضبيب والضبيب فرسه وكان غزا مع كسرى يقول لحنظلة الضبيب الضبيب فنزل عن وركبه كسرى فنجا وأقطع حنظلة من السواد ثمانين قرية ففي ذلك يقول حنظلة، ويقال هو حسان بن حنظلة:
نزلت له عن الضبيب وقد بدت ... مسومة من خيل ترك وكابل
في أبيات. وكان حنظلة قد خطب امرأة بعد هلاك أهل بيته وأموالهم فأبت عليه فقال:
تلك ابنة العدويّ قالت باطلاً ... أزرى بقومك قلة الأموال
إنا لعمر أبيك يحمد ضيفنا ... ونسود سيدنا على الإقلال
غضبت على أن اتصلت بطيّئ ... وأنا امرؤ من طيّئ الأجبال