للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هناك في مطلع القرن التاسع عشر ظهرت الحركة الوهابية على سبيل الدعوة الإصلاحية الإسلامية، ثم تطورت الحركة وصارت يقظة إسلامية واسعة الانتشار.

وضع المسلمين الديني في أندونيسيا:

ليس المسلمون الأندونيسيون بأحسن حالا ولا أسعد حظا من إخوانهم في سائر الأقطار الإسلامية، فإن المسلمين الأندونيسيين منهم الذين لا يعرفون عن الدين الذي انتسبوا إليه سوى الاسم وسوى قليل من المعلومات المشوهة بالأباطيل والأساطير الخالية، ولا يقولون بالشهادتين إلا عند الزواج. وإنما يقولون بهما لأن الموظفين من قبل الحكومة القائمين بمراسيم عقد النكاح للمسلمين كلفوهم بمجرد التلفظ بالشهادتين قبيل العقد بدون ما فهم ولا إدراك، ولا يعرفون من شرائع الإسلام إلا الختان لأولادهم الصغار، واستقبال موتاهم إلى القبلة في القبور، وهم لا يزالون على معتقدات آبائهم وتقاليدهم الموروثة الممزوجة من بقايا الوثنية الأولى والهندوكية والبوذية، وهؤلاء هم الذين سماهم البعض بالمسلمين الحمريين. ومنهم الذين يمارسون شرائع الدين إلى حد ما، ويتلقون تعاليم دينهم من العلماء وشبه العلماء الذين حال بينهم التقليد المحض والتعصب المذهبي وبين النظر الصحيح في الدين، فقد فشت فيهم البدع والخرافات وأشياء يعدونها من الدين وليست من الدين في شيء، وهذه الطائفة معروفة بالجاوية باسم "طائفة سنترى"، والمعاهد الدينية التي التفوا حولها وتلقوا تعاليم دينهم فيها تسمى "بباسنترين".ومنهم أسراء الثقافة الغربية - ثقافة المستعمرين - الذين يرون أن الدين إنما هو مجرد عقائد فردية وعدة طقوس للعبادة المنحصرة في بيوت العبادة ولا شأن له بواقع حياتهم الاجتماعية والأدبية والاقتصادية وما إلى ذلك، إلا شيئا ضئيلا من قواعد أخلاقية عامة، وهؤلاء هم أكثر الذين تقلدوا سلطة الحكم تحت قدم الاستعمار.

<<  <   >  >>