للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان حيا معهم على وجه الأرض إذا طلبوا منه أن يستقي لهم يستسقي بنفسه، لا يقول اذهبوا إلى فلان ليستسقي لكم. وفي هذه الحكاية لم يقل أنا أستسقي لكم، بل أمر عمر يخرج بالناس يستسقي لهم، فدل على أن هذا متعذر منه بعد موته صلى الله عليه وسلم والصحابة خرجوا إلى الصحراء مع عمر واستسقوا، ولم يأتوا إلى قبره يطلبون منه أن يستسقي لهم كما كانوا يفعلون في حياته، بل ولا جاءوا يستسقون عند قبره.

وقوله: إن صاحب هذه الحكاية صحابي أعلم من سائر علماء المسلمين.

فقوله هذا كذب ظاهر. وهل يعرف اسمه حتى يعرف حاله؟! والمدينة في ذلك الزمان يردها أهل الآفاق من العرب والعجم والبادية والحاضرة، ولا سمي صاحب هذه الشكوى، ولا يدرى من هو، فكيف يزكيه هذه التزكية البالغة وهو لا يعرفه؟! والشيخ يقول: ومثل هذا إذا وقع لا يدل على حسن حال السائل.

وقوله: إن ابن تيمية ذكر هذه الحكاية -وأنه قال- وهذا حق ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم، والشيخ ذكر جملة من هذا النوع ثم قال وهذا حق، يعني وقوع مثل هذا ثابت، ليس مراده أنه صواب كما زعمه هذا.

والشيخ رحمه الله لما قرر أن الدعاء عند القبور بدعة يعني قصدها لأجل دعاء الله عندها وأن ذلك منهي عنها، وقرر أن دعاء المقبورين وسؤالهم قضاء ١ الحاجات شرك. قال: ولا يدخل في هذا أن قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين، وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك - إلى أن قال - رحمه الله فإن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة


{١} سقطت "قضاء " من "ب " و "ط ".

<<  <   >  >>