للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في رقية النبي للمريض١: اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك٢. ٣

فالمحتج بهذا الأثر على٤ ما ادعاه معارض لنصوص القرآن والسنة مكذب لله ورسوله فيما ذكرنا من الآيات والحديث. ولو قال من خدرت رجله أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم من شر ما أجد صار مستعيذا بمخلوق. ونص العلماء أن الاستعاذة لا تجوز بمخلوق والاستعاذة٥ نوع من الدعاء كما أمر تقريره.

فلو قال من أصابه ما يكره أعوذ بمحمد مما أجد وأسأله كشف ما أجد أو أشكو إليه ما أجد كان المعنى في جميع هذه العبارات واحدا إذ المعنى: أطلب إزالة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.

وابن القيم ذكر هذا الأثر، فلو كان فيه شبهة تعارض ما كان يقرره من أن دعاء غير الله والاستغاثة به شرك لبين ذلك.

ورأيت من جملة فتاوى للقاضي أبي يعلى منها أنه سئل عمن يقول يامحمد، يا علي، فقال: هذا لا يجوز لأنهما ميتان.

وقول المعترض: أوليس ابن تيمية قد عذر المتأول والمقلد وقال أنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره.

فيقال لهذا: إنما يورد من كلام الشيخ هذا من يوافق على تحريم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات وأن ذلك شرك. ثم يقول لعله يغفر للجاهل ونحوه.

وأما من ينكر قول الشيخ في ذلك ويبدع من قال بقوله أو يكفره فلا يتوجه له القول بعذر المذكورين، لأنه يقول إنهم غير مخطئين، بل


١ سقطت "للمريض" من "ب".
٢ في "أ" و "ب" "لا شافي إلا أنت".
٣ أخرجه البخاري، كتاب المرضى والطب، باب دعاء العائد للمريض حديث ٥٦٧٥.
٤ سقطت "على " من "ط ".
٥ في "أ" "والاستعانة ".

<<  <   >  >>