فهم القرآن المجيد، وتأدب بأدبه، وفطن إلى ما فيه من دقائق العلم والمعارف.
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"(١) .
ففهمهم للإسلام وما فيه هو الشرط الذي يجعلهم خيار الناس في هذه الحياة الدنيا، فالقرآن الكريم ذو الشرف والمكانة الرفيعة في هذه الدنيا الذي يعظمه الملايين، ويحسب له أعداء الإسلام حساباً في حربهم للإسلام والمسلمين حتى يمسك أحد ساستهم نسخة من القرآن ويقول: ما دام هذا الكتاب بيد المسلمين فلن تغلبوهم.
فهذا القرآن الذي يعظمه المسلمون في أقصى الأرض وأدناها، بلغ من المجد والرفعة والمكانة العظيمة ما لم يبلغه كتاب آخر في الدنيا، وقد خُدِم هذا الكتاب بكتب لا مثيل لها في الدنيا كلها تفسيراً وبياناً، وتوضيحاً لآياته، وفقه ما فيه من الحكم والأحكام، وبياناً لآدابه، وأخلاقه، ودلالة على مواطن موضوعاته بل حتى عدد حروفه وكلماته وجمله ...
كل هذا مما يدل على مكانة القرآن في نفوس المسلمين، بل إننا نجد أن أعداء الإسلام قد ألفوا حول هذا القرآن الكتب الكثيرة دراسة وتمحيصاً، أو نقداً وتهجماً ...
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم شرفه الله تعالى بالقرآن الكريم، فأصبح أشرف خلق
(١) رواه البخاري في المناقب ضمن حديث آخر (٣٤٩٣) ٦/٥٢٥/ وأطرافه (٣٤٩٧و٣٥٨٨و٣٣٣٦و٣٣٥٣و٣٣٧٤و٣٣٨٣و٤٦٨٩) ورواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٢٦) ٤/١٨٤٦-١٨٤٧، كما رواه أبو داود وأحمد، والبغوي في شرح السنة، والطيالسي وأبو نعيم، وابن حبان والدارمي، والخطيب في الفقيه، وابن عبد البر في الجامع.