للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني" (١) ، وقال الإمام مالك بن أنس: "أول من دون العلم ابن شهاب" (٢) .

ومما ورد في التصنيف قول عبد الرزاق الصنعاني: "أول من صنف الكتب ابن جريج" (٣) وقول ابن عدي عن يحيى الحماني: إنه أول من صنف المسند بالكوفة، وقال: "وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد، وأول من صنف المسند بمصر أسد السنة" (٤) .

وإذا كانت هذه النقول ذات دلالات واضحة على اختصاص كل مرحلة بمصطلح، فإنه لا ينبغي القطع بذلك إلا بعد الوقوف على المعنى اللغوي لكل واحد من هذه المصطلحات.

أ- معنى الكتابة لغة:

جاء في لسان العرب لابن منظور في مادة كتب: "كَتَب الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً، وكَتَّبه: خَطَّه؛ قال أَبو النجم:

أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِِفْ

تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ ألِفْ

ونقل عن الأَزهري في معنى الكِتاب أنه اسم لما كُتب مَجْمُوعاً.

وبناء عليه يكون معنى الكتابة هو النسخ وخط الحروف وهي عملية


(١) الرسالة المستطرفة ٤.
(٢) حلية الأولياء ج٣: ٣٦٣ – جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج١: ٩١.
(٣) شرح علل الترمذي لابن رجب ٥٠.
(٤) الكامل في ضعفاء الرجال ج٧: ٢٣٩.

<<  <   >  >>