للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

استيعابها للصحيح من أصول أحاديث الأحكام، قال الإمام النووي: "لم يَفُتْ الأصول الخمسة إلا اليسير، أعني الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي" (١) ، على أنه تبين مما تقدم أن سنن أبي داود وحدها يصدق عليها هذا فكيف بالخمسة جميعاً؟ فقد ذكر ابن القيم أن أصول الأحكام التي تدور عليها نحو خمسمائة حديث وفرشها وتفاصيلها نحو أربعة آلاف حديث (٢) ، وعدد ما في سنن أبي داود أربعة آلاف وثمانمائة، كما نص على ذلك بنفسه.

وقد كان في هذا القرن مصنفون آخرون ومصنفات غير هذه وتلك لا يسمح المقام بسردها فضلا عن حصرها واستقصائها، ولكن المهم هو أن هذا النوع من المصنفات هو ما جعل القرن الثالث الهجري عصر النضج والرسوخ في نظر كل الدارسين والقرن الذهبي للسنة النبوية بامتياز تقديرا لما تفرد به من خصائص لخصها الدكتور فاروق حمادة في أربع، هي:

١ - نضج القواعد التأصيلية والتزامها وكتابتها وتدوينها

٢ - جمع النصوص النبوية مفردة عن غيرها

٣ - ضبط الرجال وتراجمهم ومعرفة الأسانيد وعللها

٤ - العناية بالجانب اللغوي في الحديث (٣) .


(١) تدريب الراوي ج١: ٩٩.
(٢) أعلام الموقعين ج٢: ٢٥٧.
(٣) د. فاروق حمادة: تطور دراسات السنة النبوية ونهضتها المعاصرة وآفاقها من ص ١٩ إلى ٢٦ وقد قسم حفظه الله المراحل التي مرت فيها السنة النبوية إلى ثمان مراحل.

<<  <   >  >>